كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: لم تحتج دوائر اللقاء الخماسي الذي انعقد اوائل الشهر الماضي في باريس للبحث في الملف اللبناني، ومن بين اوراقه الاستحقاق الرئاسي، الى جهاز فحص الكذب للتأكد من صحة الوعد الذي رفعه الجانب الفرنسي الى هذه الدوائر، ويتعلق بالتزام مرشح “المنظومة” الوزير السابق سليمان فرنجية، إنجاز اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وبينما لفظت هذه الدوائر حكمها على “الوعد الكاذب” إستناداً الى ملف المواقف الموثقة التي تؤكد عكس هذا الوعد والصادرة عن الثنائي الشيعي، وآخرها موقف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الرافض للاتفاق مع الصندوق، كانت العقوبات الاميركية الصادرة اول من امس بحق الاخوين ريمون وتيدي رحمة ، وهما من أركان تمويل فرنجية، تؤكد ان الاخير غير مطابق للمواصفات الوطنية والعربية والدولية على الرغم من خروقات ما زال يسجلها الجانب الفرنسي المستمر في تأييده لمرشح “حزب الله” وحلفائه.
وصرّح نائب وزير الخزانة الأميركية براين نلسون ان “واشنطن قلقة من الآثار المدمرة للفساد في لبنان.” أضاف: “سنُلاحق “النخب” الفاسدة والعقوبات رسالة لها وتحذير، واذا استمر الفساد سنقوم باتخاذ اجراءات مناسبة”. وقال: “لا علاقة بين العقوبات الأخيرة والاستحقاق الرئاسي وندعو لانتخاب رئيس والشروع بالاصلاحات“.
وأشار نلسون الى انه “منذ 17 تشرين سمحت البنوك اللبنانية بتحويل 460 مليون دولار لعدد من زبائنها”. وأكد ان الولايات المتحدة “تعطي الأولوية للمساءلة وسيادة القانون في لبنان بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني“.
في أي حال، فإن حبل الوعود الواهية قصير. فباريس التي سمسرت لـ”الضمانات” التي قيل ان رئيس “تيار المردة” حملها اخيراً الى مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في قصر الإليزيه، دفعت بهذه “الضمانات” الى الخماسية التي وجدت تناقضاً شديد الوضوح بين وعد فرنجية بالصندوق ورفض “حزب الله” المطلق له.
وتضم الخماسية الى فرنسا، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر .
وأكدت آخر التطورات ان ملف لبنان يمسك به فعلياً في الاليزيه حالياً إيمانويل بون وبرنارد إيمييه المثابران على دعم ترشيح فرنجية بالرغم من كل الانهيارات التي تلاحقت على صعيد هذا الترشيح. وسبق للسفيريَن بون وإيمييه ان خدما على رأس سفارة فرنسا في لبنان منذ العام 2004، ويتوليان في الوقت نفسه ادواراً مختلفة في العلاقات مع إيران وذراعها القوي في لبنان “حزب الله”. وهنا يعود الى الاذهان إتصال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في العام 2015 بترتيبٍ من السفير بون مع فرنجية “مباركاً”، عندما كان الاخير مطروحاً كمرشح في زمن الفراغ الرئاسي متمتعاً بغطاء من “حزب الله” ومؤيَّداً من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، لكن الفوز بالمنصب كان من نصيب الجنرال ميشال عون بإصرار من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
ونقلت امس صحيفة “الشرق الاوسط” عن ديبلوماسي عربي رفيع ان الرياض لا تمتلك مرشحين مفضلين (في الانتخابات الرئاسية ورئاسة الحكومة)، مؤكّداً لـلصحيفة أنَّ المهم بالنسبة لها هو تقييم البرنامج والنهج اللذين سيسير عليهما لبنان في المرحلة المقبلة. وجزم بأنَّ المملكة “تحرص بشكل لا لبس فيه على أن أي اتفاق مع إيران – مهما كانت أبعاده – لا يمكن أن يبنى على أنقاض مصالح الدول العربية الأخرى”. ورفض التعليق على الأخبار التي تتحدث عن مبادرة فرنسية تقضي بوصول رئيس من قوى 8 آذار ورئيس حكومة من المعارضة الحالية، مبرراً ذلك بأنَّ “قضية الانتخابات الرئاسية في لبنان، لا تشكل سوى قمة رأس جبل الجليد لمشكلات البلاد المتعددة والمتفاقمة منذ سنوات”. ورأى “أنَّ المعارضة اللبنانية تكاد تضيع من يدها فرصة تاريخية للتغيير“.
في “بيت عنيا” أو “بيت البؤس” كما ورد معناها في التسمية الآرامية، حيث أراد السيّد المسيح اجتراح معجزة الرجاء والحياة قبل أسبوع من آلامه وموته وقيامته، فنادى القبر بصيغة الأمر قائلاً لصديقه لعازر: “أُخرج”، اختارت البطريركية المارونية “عليّة” بيت عنيا في حريصا، لعقد خلوة روحية للنواب المسيحيين في “أربعاء أيوب”، فلبّى 53 نائباً دعوة البطريرك بشارة الرّاعي. وكشف مصدر كنسي لـ”نداء الوطن” أن الملف الرئاسي غاب كليّاً عن مداولات النوّاب في أوقات الاستراحة، فيما علم أنّ خلوة جمعت الراعي برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. ولفت المرجع إلى أنّ البطريرك الراعي سيسعى إلى استثمار الخلوة “لتعزيز التعاون والتواصل“.
وفي عظة القدّاس الختامي، قال البطريرك الراعي: “ليطرح كلّ واحد منّا وكلّ سياسيّ صالح هذه الأسئلة على نفسه: بماذا جعلت الشعب يتقدّم؟ أيّ طابع تركت في حياة المجتمع؟ أي روابط حقيقيّة بنيت؟ أي قوى إيجابيّة حرّرت؟ كم سلاماً إجتماعياً زرعت؟ ماذا أنتجت في المسؤوليّة التي أُسندت إليّ؟ ماذا فعلت لتسهيل انتخاب رئيس الجمهوريّة، وإحياء المؤسّسات الدستوريّة بعد خمسة أشهر من الفراغ الرئاسيّ ودمار شعبنا؟”. واعتبر الراعي أن “الزمن العصيب يحتاج إلى شهود أبطال للحقيقة والعدالة ولسموّ الله فوق أي اعتبار“.