بالتزامن مع التغيرات السياسية في المنطقة، بدءاً بالاتفاق الايراني – السعودي، وعودة التطبيع بين دول الخليج وسوريا، يتمسّك لبنان بهذه التحولات علّها تنعكس إيجابياً على استحقاقه الرئاسي وتساهم في حلول ازماته. لذا لا تغيب نظرات الداخل اللبناني عن المشهدين العربي والاقليمي، في ظل فريقين متصارعين احدهما ممانع والاخر معارض، لم يصلا لغاية اليوم الى اي تفاهم سياسي، من شأنه إيصال المرشح التوافقي المطلوب.
لكن ووفق المعلومات فالاسابيع القليلة المقبلة، ستحمل جديداً في إطار ملف الرئاسة، وقد نشهد مستجدات من ناحية التغيير في مواقف بعض الافرقاء، بحثاً عن مرشح قادر لدخول القصر الجمهوري، وعلى تحقيق الحوار بين اكثرية الاطراف السياسية، وذلك من خلال تلميحات بدأت تظهر في الكواليس، عبر الانتقال الى “الخطة ب”، في انتظار المواقف النهائية لبعض اللاعبين البارزين في الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وعلى الخط الاميركي، سُجلّت يوم امس استفاقة اميركية، بعد توكيل فرنسا لأشهر بالملف الرئاسي، بحيث دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، مجلس النواب اللبناني الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول، في البلد الغارق في جمود سياسي، وقال في بيان: “للإسراع في انتخاب رئيس متحرّر من الفساد، قادر على توحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة، لإنقاذ الاقتصاد من أزمته، وعلى قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم”، معتبراً أنّ الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية، يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس عبر المجتمع الدولي.
وسبقه بذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز، والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش، بعد رسالة خاصة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، أعربا فيها عن قلقهما من مصير لبنان المرتقب، وحضّت الرسالة بايدن على العمل مع حلفاء أميركا وشركائها في المنطقة، لدعم العملية الديموقراطية الشرعية ومرشّحين رئاسيين مختلفين عن الرؤساء السابقين، ويملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته، مع تحذير من انتخاب مرشح مقرّب من الفريق الممانع.
الدول الخمس تسقط طرح باريس… ونصائح لـ “غريو”
الى ذلك، وفي اطار الردود على الدور الفرنسي في لبنان، تبيّن أنّ لهجة باريس تغيرت وتبدلت بعد التواصل مع الدول الخمس، التي لم تتجاوب مع الطرح الفرنسي حتى اللحظة. وافيد وفق المعلومات، بأنّ السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو سمعت خلال لقاءاتها بعض المسؤولين في لبنان ضرورة التسويق لمرشح حيادي غير محسوب على اي فريق، اذا ارادات ان تنجح مبادرتها، انطلاقاً من احترام إرادة المسيحيين، الذين اعلنوا بغالبيتهم عدم الموافقة على التصويت لفرنجية، وخصوصاً تكتل “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية”، اللذين يمثلان اكبر كتلتين مسيحيتين في لبنان.
سياسي عتيق: لا نراهن على اي تغيير!
في السياق وبعدما دخلت واشنطن على الخط الرئاسي بقوة، وعلى أثر الجمود في الطرح الفرنسي، هل سيكون لواشنطن دور ايجابي في هذا الاطار؟
مصدر سياسي عتيق يعبّر عن عدم ارتياحه لما يجري في الداخل والخارج، ويقول لـ “الديار” لو كنا على قد الحمل “كلبنانيين لأنقذنا بلدنا منذ عقود، لكننا للاسف ننتظر الخارج والضوء الاخضر دائماً، لاننا لم نتعلّم من تجارب الماضي، ونكون أسياد انفسنا بعيداً عن وصايات الخارج”، معتبراً أنّ الطائفية هي سبب كل علّة في لبنان، ولا يبدو اننا سنتخطاها لا الآن ولا بعد سنوات عديدة ، لذا لا ارى خيراً ولا اراهن على اي تغيير يمكن ان يوصلنا الى حلول”.
بو صعب والحراك الداخلي
وعلى الخط الرئاسي الخفي، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، جولته على المرجعيات والقيادات السياسية، بدعم من الرئيس نبيه بري، وامس زار بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، محاولا إيجاد قواسم مشتركة، من خلال الحوار لإيجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها، بحسب ما قال، ورأى أننا لم نصل بعد الى مرحلة الاسماء، لأن الافرقاء وانطلاقا من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يُطرح للرئاسة.
ومن ثم التقى بو صعب كتلة “تجدّد” في مقرّها في سن الفيل، وعند السادسة مساء زار معراب للقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في حضور النائب ملحم رياشي، حيث وصف بو صعب اللقاء بالمميز وقال: “لمست انفتاحاً ووجود قواسم مشتركة وجعجع حريص عليها”.
بعد معوض… حنين مرشح المعارضة؟
في إطار جديد الفريق المعارض، افيد ونقلاً عن مصدر نيابي في كتلة “التغيير” بأنّ ورقة النائب المرشح ميشال معوض، تكاد تغيب عن الانظار والسمع، وسط مشاورات واتصالات خفية، لكن على نار حامية مع قوى المعارضة وبعض النواب المستقلين، لتبنيّ ترشيح النائب السابق صلاح حنين. كما تبدو الاتصالات ناشطة وفق المصدر المذكور مع المكوّن السنيّ، في محاولة للتفاهم والاتفاق على دعم حنين، لكن لغاية اليوم الاجوبة غير واضحة من النواب السنّة، إلا من عدد قليل جداً، في انتظار المزيد من المحادثات، كما جرت محاولة لجسّ نبض “التيار الوطني الحر” من ناحية دعم حنين، فأتى الجواب سلبياً.
جديد التنقيب عن الغاز
وفي خبر لافت، وقّعت “توتال إنيرجيز” بالتوافق مع شريكتيْها “إيني” و”قطر للطاقة” عقداً ثابتاً مع Transocean لاستخدام منصّة الحفر، التي ستقوم بحفر بئر استكشافية في البلوك رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن خلال العام الجاري. وأوضحت انه مع وصول الفرق، سوف تبحر منصّة الحفر TransoceanBarents” ” نحو لبنان، عند انتهاء عملياتها الحالية في بحر الشمال البريطاني.
سائقو التاكسي يقطعون الطرقات
وفي سياق المطالب المعيشية، وضمن تصعيد غير مسبوق، قام السائقون العموميون بقطع عدد من من الطرق بسياراتهم، ما ادى الى زحمة سير خانقة، خصوصاً على اوتوستراد شارل الحلو امام تمثال المغترب، وفي شوارع منطقة الاشرفية، كما قطعوا طريق شارع الحمرا، واوتوستراد جونيه في الاتجاهين، مطالبين الحكومة بتسعيرة موحدّة جديدة وبوقف المنافسة غير الشرعية. وافيد عن استمرار الزحمة حتى ساعات المساء، وقرابة السابعة والنصف من مساء امس، قطعوا الطريق عند جسر الرينغ فقام الجيش بفتحها على الفور.
تهديد وتصعيد مرتقب من الاساتذة
تربوياً، تهديد ووعيد من الاساتذة عبر نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض، الذي اشار الى انّ راتب العديد من الاساتذة لا يتخطى الـ 3 ملايين ليرة لبنانية، وهو لا يكفي لشراء صفيحة بنزين، وقال: “نحاول الاتصال بوزير التربية عباس الحلبي، ونمهله اسبوعاً واحداً والا سنباشر التصعيد، عبر الدعوة الى التجمّع امام السراي الحكومي او وزارة التربية”.
وفي اتجاه معاكس برزت بعض الايجابية، مع إعلان لجنة المياومين في كهرباء لبنان تعليق اعتصامها.