كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مبادرة سياسية جديدة يقودها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، تحمل في طياتها التشديد على أهمية الحوار والتواصل بين الأطراف السياسية من جهة، وإيجاد القواسم المشتركة لتقريب وجهات النظر من جهة أخرى، حمل بنودها وجال بها على كتلة “الوفاء للمقاومة”، الصرح البطريركي، ومعراب، والتقى النائب محمد رعد، البطريرط مار بشار الراعي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
لا يكشف بو صعب تفاصيل مبادرته، التي يفصلها عن مبادرة النائب الياس سكاف التي تحمل أسماءً لا يُفصح عنها صاحبها، بل إن مبادرة بو صعب، وحسب قوله، لا تبحث في الأسماء بل في سُبل تقريب وجهات النظر لردم الفجوة الحاصلة بين الأطراف السياسية الأساسية، والتي يفرّقها اختلاف الأراء حسب رأيه، ومن المرتقب أن يزور كتلاً نيابيةً إضافيةً وشخصيات مؤثّرة في المشهد اللبناني في الأيام القليلة المقبلة.
كل محاولة للوصول للحوار تصب في مصلحة إحراز تقدّم على صعيد إنجاز الاستحقاقات الدستورية، وبطليعتها انتخابات رئاسة الجمهورية، وللمرّة الأولى، تبدو “القوات اللبنانية” منفتحة على مسعىً لتقريب وجهات النظر، إذ أشارت مصادرها عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “اللقاء تمحور حول أهمية إيجاد القواسم المشتركة”، ووصفت أجواءه بـ”الإيجابية”، لكنها لم تشأ أن تعطي انطباعها حول ما تم بحثه، علماً أنها ترفض كل حوار مع الممانعة بعيداً عن مجلس النواب.
إلّا أن موقف “القوات اللبنانية” ما زال ثابتاً لجهة رفض مرشّحي فريق الممانعة، وفي طليعتهم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وما زال رافضاً لكل حوار يجري مع هذا الفريق، يكون هدفه “جر الفريق السيادي” إلى خيارات يفرضها عليه “حزب الله”، ما يعني وجوب انتظار تفاصيل مبادرة بو صعب ونتائجها، لمعرفة حقيقة موقف القوات “الإيجابي تجاه لقاء يتحدّث عن تقريب الأراء”.
على خطٍ آخر، ومع اقتراب فصل الصيف وموسم السياحة، وبدء تحسّن الحركة نسبياً، علق المواطنون لساعات في وسط بيروت، على إثر إقفال سائقي السيارات العمومية للطريق عند أكثر من نقطة، ما أثار المخاوف من عودة موجات قطع الطرق والتظاهرات والشغب، وكل المظاهر التي تؤدّي إلى تعطيل أشغال المواطنين دون جدوى سياسية اقتصادية فعلية.
نقيب السائقين العموميين مروان فياض نفى علاقة النقابة بتحرّك أمس، ولفت إلى أن مجموعة من السائقين قرّرت قطع الطريق، للمطالبة بتنفيذ قانون السير، وقف عمالة سائقي السيارات الخصوصية على الخط، وقف عمالة أصحاب التوك توك والدراجات المتعاقدة مع شركة “Bolt”، لأن كل ذلك يؤثّر على عملهم”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أكّد فياض عدم نيّة النقابة إلى العودة إلى الشارع وقطع الطرقات، مشيراً إلى أن النقابة تلجأ إلى التفاوض مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، لبحث مطالب السائقين المذكورة سلفاً، كاشفاً أن ثمّة تقدّم في هذا الخصوص.
في الختام، وبانتظار انتهاء جولة بو صعب، والتي سبقها من مبادرات، أبرزها لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فإن العين ستكون شاخصة على نتائج هذه الحركة وإمكانية إحداثها فرقاً، لأن المطلوب تجاوباً مع المبادرات، لا زيادةً في عددها، وستكتشف القوى السياسية التي رفضت الحوار بالأمس ودعوات جنبلاط للتواصل وعقد تسوية لبنانية، بأنه لا بد من العودة الى بوصلة جنبلاط لأن وحدها الاتجاه الصحيح نحو الخروج من النفق الى دائرة الضوء.