جاء إقفال الجلسة الانتخابية الثانية عشرة اول امس من دون تحديد موعد للثالثة عشرة ليعيد تظهير الخط البياني للفراغ المعمم على مختلف المؤسسات والاستحقاقات وابرزها حاكمية مصرف لبنان نهاية الشهر المقبل.
هذا الواقع يضغط بقوة لاعادة تشغيل المحركات الخارجية على مستوى الجهود السياسية وابرزها في باريس. فعشية مباحثات سيجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الاليزيه اليوم، سيكون لبنان ورئاسته في صلبها، افيد ان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري التقى امس المستشار الفرنسي باتريك دوريل للتباحث بشأن الاستحقاق الرئاسي، وذلك عشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان الى بيروت في الايام المقبلة.
فرنجية لم يتأثر
في الاطار هذا، أشار وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، في تصريح تحت عنوان «صاحب الحاجة ارعن»، إلى أنّ «جهاد أزعور اغواه حبّ الظهور، وراودت من وراءه فكرة محاولة «حرق» سليمان فرنجيه. كلّفوه بهذه المهمة فقبلها وسار لتنفيذ الدور الذي رسمه بعض الخارج مع «تعساء الحظ وخائبي الرجا» في الداخل، فارتدى حزاماً ناسفاً وفجّر نفسه في ساحة نزالٍ انتخابي مع الوزير فرنجية ساعيًا الى تفجير فرص الأخير، فهلك، أمّا سليمان بيك فلم يمسّه سوء بل خرج من النزال اكثر ثباتًا وتألقًا».
انتفاضة كبيرة
في المقابل، أشار رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل إلى أن المعارضة لم تُضحّ بجهاد أزعور بل كان على بعد 6 أصوات من تحصيله أكثرية مجلس النواب بحيث هي المرّة الأولى منذ انطلاق الإنتخابات الرئاسية الحالية يحصل مرشح على هذا العدد من الأصوات». وفي حديثٍ متلفز قال « نعتبر أن جهاد أزعور كان متفوقاً اليوم على باقي المرشّحين هناك إلتفاف عريض من الكتل حوله ولو حصلت الدورة الثانية لأصبح أزعور رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهناك نواب صوّتوا بعباراتٍ مُعيّنة أو بأوراق بيضاء وكان من المفترض أن يأخذ أزعور أصواتهم في الدورة الثانية، أمّا ما حصل اليوم فهو انتفاضة كبيرة بوجه محاولة حزب الله لفرض مرشحه على اللبنانيين ووضع نفسه كالآمر الناهي في البرلمان وأتى جواباً مدوياً في المجلس رافضا لهذا الإملاء والفرض ولغة التخوين، ووسائل الإعلام التابعة لحزب الله خوّنت كل من لن يصوّت لسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية».
اتصالات مع التيار
في الاثناء، وبينما افيد ان بعض نواب التيار منحوا فرنجية اصواتهم، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص إلى أنّ بعض الأصوات في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اول أمس ذهب في اتّجاه غير متوقّع، قائلاً «لكن الفارق بين توقعنا المنطقي وبين النتيجة التي حصل عليها المرشح جهاد أزعور ليس كبيراً ولا يلغي واقع أنه تقدّم بشكل واضح على المرشح الآخر». وفي حديث اذاعي، لفت إلى أنّ «لو بقيت اللعبة ديموقراطية تمارَس بشكل صحيح لوُجِد احتمال انتخاب رئيس، لكن للأسف بقي الفريق نفسه على النهج عينه في ظلّ الظرف الصعب الذي يمر به لبنان». وأكّد عقيص أنّ «القوات» تواصلت مع حلفائها في المعارضة وستجري اتصالات مع «التيار الوطنيّ الحرّ» في الأيام المقبلة لتحديد الموقف المناسب.
جلسة تشريعية
على صعيد آخر، وفي ظل الشغور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جلسة عامة تشريعية الاثنين المقبل. وفي انتظار تحديد جدول اعمالها وابرزها فتح اعتمادات لصرف رواتب موظفي القطاع العام، أعلنت وزارة المالية في بيان، عن « تحويل المساعدة الموقتة للعسكريين والتي تُعادل ثلاثة رواتب عن شهر أيار، وللمتقاعدين عسكريين ومدنيين التي تعادل ستة معاشات عن شهري أيار وحزيران، أما بخصوص العاملين في الإدارة العامة فسيتم تحويل المساعدة تلك، اعتباراً من اليوم الجمعة 16-6-2023».
تهديد النموذج
من جهة ثانية، أوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب من بروكسل، أنّ «لبنان يستقبل 1.5 مليون نازح سوري منذ بدء الصراع في سوريا، الأمر الذي أثّر على اقتصاده المحلي ومجتمعه وبيئته»، قائلًا: «الشعب اللبناني استقبل بكرم السوريين وأزمة النازحين اليوم تُؤثر على الوضع السياسي في البلد ما يُهدّد النموذج اللبناني». وتابع «وفق البنك الدولي لبنان يتكبّد قرابة الـ5 مليارات دولار سنويًّا بسبب استضافة النازحين، والمجتمع الدولي يساعد النازحين السوريين من دون أن يتجاوب مع مطالب لبنان».. وطالب بو حبيب بـ»وضع خطة عمل واسعة وواضحة للأزمة في لبنان بحيث أنّ السوريين في لبنان يختلفون بالفئات: منهم من هرب من الحرب ومنهم كان في لبنان ومنهم يذهب ويعود إلى سوريا يوميًّا ولهذا لا يمكن التعامل مع الجميع بالطريقة عينها». وشدّد على أنّ «العودة حق للسوريين»، مطالباً «الشركاء الدوليين بالعمل معنا لإعادة النهوض ومساعدة لبنان بما يصبّ في مصلحة الشعبين اللبناني والسوري». وقال «هناك خطر من توترات بين اللبنانيين والنازحين السوريين وارتفاع العنف بسبب الأزمة والصراع للحصول على وظائف». وأشار إلى أنّ «لا يمكن أن يتحوّل لبنان إلى بقعة واسعة للنازحين السوريين ولبنان لم يخذل أحدًا وهو اليوم يطلب المساعدة»، مبديًا خشيته من تحوّل القرار الأممي حول سوريا إلى قرار «حبر على ورق».
اوروبا والعودة
الا ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل شدد في المؤتمر عينه على «أننا لا نقبل بعودة السوريين بالقوة الى بلادهم»، وقال «نتابع الوضع في لبنان ونعلم أن البلد يتطلّب دعماً أكبر من المجتمع الدولي».