كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: لم تمض أيام قليلة على مغادرة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، حتى عادت الاصطفافات السياسية الى ما كانت عليه قبل مجيئه الى لبنان، باستثناء الموقف المتمايز لكتلة اللقاء الديمقراطي الذي عبّر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط مراراً، انطلاقاً من ايمان الحزب بالحوار الحقيقي كطريق وحيد للوصول الى الرئاسة بعيداً عن جبهات الرفض.
مصادر سياسية رأت أن المرحلة هي لتقطيع وقت وأن لودريان لن يعود الى لبنان إلا في النصف الثاني من تموز المقبل، ما يعني بقاء الأمور على ماهي عليه.
المصادر اعتبرت في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن البلاد دخلت في إجازة عيد الأضحى المبارك التي لن تنتهي قبل أواخر هذا الشهر محلياً، وحتى الاسبوع الأول من تموز عربياً واقليمياً. وهذا سيؤدي حتماً الى توقف كل الاتصالات المحلية والعربية المتعلقة بالملف الرئاسي. وبتقدير المصادر فإن لودريان لن يعود الى لبنان قبل معرفة مصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تنتهي ولايته في رئاسة المركزي في الشهر المقبل, ومعرفة ما اذا كان سيحل مكانه النائب الاول للحاكم، وكيف ستعالج الحكومة هذا الأمر.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أشار عبر الأنباء الالكترونية الى أن لودريان قام بجولة استطلاعية على كافة القوى السياسية والمرجعيات، ووقف على آراء كل الفرقاء حول إمكانية إجراء حوار جدي وبناء, لكن فريق المعارضة ما زال حتى الساعة يرفض المشاركة في الحوار، فهل سيتمكن لودريان من إقناعهم؟ هذا ما يجب ان نسمعه منه بعد عودته الى بيروت في تموز المقبل. هذا ولم يستبعد هاشم أن يكون لدى الموفد الفرنسي خيار ثالث لكن لم يفصح عن ذلك.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد حواط رأى أن لا جديد يذكر في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وان الفريق الآخر ما زال متمسكاً بمرشحه ونحن لن نقبل بذلك.
حواط وفي حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أشار الى انه “اذا كان البعض يتوقع أن لودريان يريد أن يطرح مرشحاً ثالثاً فليتفضل ويتبنى ترشيح الوزير أزعور لأننا دعمناه على أساس أنه مرشح وفاق وتلاق وملم بالوضع اللبناني ويعرف جيداً بالمعالجات المالية وتشخيص الانهيار المالي وكيفية انتشال البلد من أزمته، كما يعرف كيف يمكنه ان يستعيد لبنان مكانته الدولية وتأمين المساعدات المالية من البنك الدولي وصندوق النقد.
وقال حواط: “لقد اخترنا أزعور لفترة حساسة من تاريخ لبنان. وهو في الموضوع السياسي خارج كل الاصطفافات وغير محسوب على أحد ولهذا السبب تقاطعنا حوله اعتقاداً منا أن الفريق الآخر سيقبل به. لكن تبيّن انهم لا يريدون أزعور ولن يتخلوا عن مرشحهم فرنجية”، مضيفاً “لن نقبل إلا أن يقدموا لنا شخصاً بنفس مواصفات أزعور. وكان يجب علينا أن نتلقف الوضع الداخلي ونتوافق على أزعور طالما أنهم كانوا متمسكين بفرنجية ونحن كنا ندعم النائب ميشال معوض، لكن الأمور اليوم أصبحت متفلّتة والأزمة طويلة واللبنانيون هم الذين يدفعون الثمن مزيداً من الانهيار ومن العزلة والوجع والكوارث وذلك من خلال وجود حزب معروف يريد وضع اليد على البلد بقوة السلاح والاستكبار وفائض القوة”.
حواط كشف أن تكتل الجمهورية القوية أبلغ لودريان وجهة نظره بموضوع الاستحقاق الرئاسي لكن لم يكن لديه أي جواب بانتظار أن ينتهي من غربلة الأفكار التي سمعها كما وعد، والعودة الى لبنان في تموز لكن كل يوم تأخير يعمق الأزمة أكثر خاصة وأن الفريق الآخر ما زال متمسكاً بالتعطيل وبمرشحه.
وعليه لا جديد يُذكر على خط الأزمة الرئاسية، في حين تتوالد الأزمات الأخرى تباعاً من مصرف لبنان الى الشغور المحتمل في الجيش الى مصير الأزمات الاقتصادية على وقع انتهاء ولاية حاكمية مصرف لبنان، ليبقى الحل واحداً دون سواه وهو فتح قنوات الحوار والتواصل بدلاً من جدران الفصل والمواقف التصعيدية.