كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تعيش البلاد على وقع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الحوارية، وتتوالى الردود المرحّبة والرافضة، وباتت الصورة واضحة لجهة المشاركين في الحوار المفترض إذا حصل، وهم المؤيدون لكل الطروحات الحوارية السابقة، أما المتغيّبون فهم بعض فريق المعارضة، وعلى رأسهم “القوات اللبنانية” و”الكتائب”.
حتى الساعة، فإن الحوار قائم دون موعد محدّد، لكن الموعد المفترض هو قبل نهاية شهر أيلول، إلّا أن الوقائع السياسية تعاكس هذه المشهدية، فالحوار من المستبعد أن يحصل في ظل غياب المعارضة كقطب أساسي من قطبين في مجلس النواب، لأنّه سيكون دون جدوى فعلية، وقد يلجأ برّي إلى تأجيله بسبب عدم التجاوب.
عدم حصول الحوار يعني تلقائياً عدم حصول الجلسات المتتالية، وأيضاً عدم حصول حوار الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وبالتالي تطيير كل فرصة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية في المدى المنظور، فيكون الاستحقاق قد رُحّل إلى حين تحرّك المجتمع الدولي مرّة أخرى وتنظيم مبادرة جديدة.
وفي سياق مبادرة برّي، أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أشرف بيضون إلى أن “أطراف المعارضة لم يكشفوا جميعهم عن مواقفهم تجاه الطرح، بل “القوات” و”الكتائب” فقط، بانتظار ما ستفزره الأيام المقبلة على صعيد باقي الأفرقاء”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، شدّد بيضون على أن “الحوار قائم”، ولفت إلى أن “تأجيل أو إلغاء المبادرة مرتبط باحتمال وحيد وهو عدم قبول الكتل النيابية حضور الحوار”، مؤكّداً أن “حصول الحوار يعني حصول الجلسات المتتالية”، مفترضاً أن أيلول موعداً لإنجاز هذه المبادرة.
وعن سبب توقيت برّي للدعوة إلى جلسات متتالية بعدما كانت المعارضة تُطالب بهذا الأمر منذ سنة تقريباً، قال بيضون إن “برّي يتحرّك انطلاقاً من وجع الناس وخوفاً على مستقبل البلاد، ولا سبب آخر، والحوار هو لمحاولة إقناع كل فريق بمرشّح الفريق الآخر أو التوجّه نحو أسماء أخرى وسطية”.
في مجال آخر، كان ثمّة زيارة لافتة قام بها وفد من “التقدمي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط إلى رئاسة الجامعة اللبنانية، حيث التقى رئيسها بسام بدران وطرح معه هموم الجامعة، وأكّد متابعته وإلى جانب الحزب و”اللقاء الديموقراطي” لهذا الملف وإيلائه الأولوية القصوى، نسبةً لأهميته.
إذاً، تترنّح البلاد بين المبادرات الحوارية غير المنجزة، ولا يبدو في الأفق أي حل للأزمة الرئاسية التي تستعصي يومياً، وبات الأمل بحل داخلي ضئيل جداً، فيما ارتفعت أسهم التعويل على الخارج وصفقاته لإنجاز الاستحقاقات مع الأسف، إلذا أن المراهنين على الإقليم ودوله يعلمون أن لبنان سيكون ضحية كل صفقة دولية.