كتبت صحيفة “الأنباء” الإلكترونية: بالتوازي مع استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزّة والاعتداءات اليومية على جنوب لبنان، تستمر المحاولات اللبنانية الداخلية لتوحيد الصفوف من جهة، وتعزيز إمكانيات صمود المجتمع من جهة أخرى، وذلك لتحصين البلاد والمواطنين تحسباً لأي خطر قد يستجد في الجنوب في حال توسّعت رقعة الاشتباكات وخرجت عن قواعد الاشتباك.
محاولات الداخل هذه يقودها الرئيس وليد جنبلاط، الذي يعمل على أكثر من جبهة. اذ على الصعيد السياسي تواصل جنبلاط مع عدد من الأطراف الفاعلة في البلاد وواصل لقاءاته الهادفة في اتجاهين، محاولة تجنيب لبنان توسيع الحرب، ومحاولة تحصين الواقع السياسي وتفعيل الحكومة والتمديد لقائد الجيش. وعلى الصعيد المجتمعي يُحاول جنبلاط من خلال خطة الطوارئ التي فعّلها الحزب التقدمي الإشتراكي الاستعداد لأي خطر يستجد، والمساهمة في عمليات استقبال النازحين. وعلى صعيد متصل حضر جنبلاط أمس اجتماع المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز حيث أكد ثوابت موقفه تجاه القضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة تنبّه الموحدين الدروز في اراضي ال٤٨ في فلسطين المحتلة من أن الصهيونية سوف تعمل إلى تهجير غزة، ثم الضفة ولاحقاً عرب ال٤٨ ومن بينهم الدروز.
وفي سياق حركته النشطة، تحدّث جنبلاط لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، محذراً من أنه “قد نُستدرج إلى حرب ربما أقسى من حرب العام 2006، لذلك لا بد من الحدّ الأدنى للتلاقي”، مشيراً إلى أنّه تلاقى مع الشخصيات السياسية التي التقاها “حول كيفية اتخاذ بعض الإجراءات الداخلية كترميم الحكومة وبعض التعيينات، والهيئة العليا للإغاثة والصليب الأحمر وغيرها من الأمور الإجرائية الأساسية من أجل دعم المواطن ومن أجل مواجهة الأسوأ”.
وأبدى جنبلاط تفضيله لأن يكون “التمديد لقائد الجيش حتى لو كان بقي له ٣ أشهر، إذ ليس باستطاعة أحد أن يعي كم ستطول هذه الأزمة وطبعًا معه تعيين المجلس العسكري”، وأعرب عن خشيته “على المطار وعلى طيران الشرق الأوسط”، وقال: “كنت من الأشخاص الذين نصحوا محمد الحوت باتخاذ الإجراءات المناسبة”.
حديث جنبلاط الذي تضمن العديد من الإشارات والرسائل والمواقف السياسية، المحلي منها كما الإقليمي والدولي، تجدونه كاملاً بالنص والفيديو على موقع جريدة “الأنباء”.
وفي غضون ذلك، علمت جريدة “الأنباء” الالكترونية أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يلتقي عددا من القيادات السياسية في اطار جولة يقوم بها، يهدف بالدرجة الأولى إلى التصرف من منطلق إظهار الحرص الوطني في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها لبنان والمنطقة، والقول إنه في مثل هذه الظروف يتخطى التباينات للتلاقي مع الجميع. وتعتبر مصادر مواكبة لتحرك باسيل أنه وبصرف النظر عن خلفية هذا التحرك الحقيقية، فإنه بمجرد أن يبادر إلى مثل هكذا جولة فإن الأمر في إيجابية يجب تلقفها، ومحاولة البناء عليها. وكشفت المصادر أن باسيل يحمل عنوان ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ويضع عناوين عريضة لهذا الطرح من دون الدخول في تفاصيله، وهو استمع في المقابل ممن التقاهم إلى ترحيب بالموقف الداعي لانتخاب رئيس، مع التأكيد على وجوب عدم تعطيل المؤسسات واعطاء الحكومة الحالية القدرة على العمل في ضوء المستجدات الخطيرة، بالتوازي مع العمل على ملف الاستحقاق الرئاسي.
وفي المحصلة، فإن الوحدة الداخلية مطلوبة من أجل تحصين لبنان واللبنانيين بوجه الأخطار التي تتربّص بلبنان، ومن الضروري أن يعي الجميع أن البلاد لا تحتمل المزيد من الازمات والمآسي، وبالتالي يجب تجنيبها الكأس المر، وفي الوقت نفسه التصرف بمنطق المسؤولية الوطنية من الجميع والترفع عن الحسابات الخاصة والشكليات، والذهاب إلى بناء شبكة أمان سياسية اجتماعية تخفف الاوزار المتوقعة لأي عدوان محتمل.