كتبت صحيفة “نداء الوطن”: وسط طوفان المخاطر التي تتهدّد لبنان تدريجياً بفعل اشتعال الحدود الجنوبية المستمر، وصل أمس الى بيروت قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني، في زيارة ليست الأولى منذ بدء حرب غزة، وتأتي قبل أيام قليلة من كلمة وصفت بأنها «مفصلية» للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد غد الجمعة.
وتعيد زيارة الجنرال الإيراني الى الأذهان الزيارات المماثلة لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني، كما أنها تأتي في ظل الحرب البرية التي انطلقت في قطاع غزة، والتي تعاملت معها طهران كـ»خط أحمر» يؤدي تجاوزه الى تحرّك الجبهات التي تعود الى حلفاء ايران، وفي مقدمهم «حزب الله».
وتزامناً مع وصول قآني، وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله» رسماً يُبيّن حصيلة العمليات العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول، وحتى اليوم. وتُظهر الأرقام أنّ العمليات قُبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل أو جرح 120 جنديّاً إسرائيليّاً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة إسرائيلية. كما أعلن «الحزب» تنفيذ 105 هجمات طاولت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً.
وليلاً، أفيد عن تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويتزامن وجود قائد «فيلق القدس» في لبنان، مع وصول كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ووزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الى بيروت بدءاً من اليوم.
داخلياً، تحرّكت أمس للمرة الأولى، مبادرة إستباقية لمعالجة الشغور في قيادة الجيش باقتراح قانون معجل مكرر تقدّم به تكتّل «الجمهوريّة القوية»، ويقضي بـ»تعديل سن التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش»، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60. وقاربت أوساط نيابية مواكبة ملفي قيادة الجيش والانتخابات الرئاسية ما يجري نيابياً، فأشارت عبر «نداء الوطن» الى أنّ «لدى فريق الممانعة موضوع واحد، هو الحرب. وهو يعلّق كل شيء على إنتهائها.
وقالت: «لو فرضنا أنّ «حزب الله» سيسمح الآن بإجراء انتخابات رئاسية، فهو سيفعل ذلك فقط كي يوصل مرشحه (سليمان فرنجية) الى قصر بعبدا». وسألت: «هل في لحظة حرب، حيث تحتشد أذرع إيران، وتصل أساطيل أميركية الى المنطقة، وتستنفر المملكة العربية السعودية، يمكن القبول بأن تصبح الشرعية في لبنان في يد ايران؟».
وأضافت الأوساط: «في هذا الظرف الاستثنائي والخطير، هناك موضوع قيادة الجيش التي هي آخر جوهرة تحمي استقرار اللبنانيين. لذلك ممنوع التلاعب بها، كي لا يدخل لبنان في الفوضى التي يحاول تفاديها، من أجل ذلك يجب أن تحافظ المؤسسة على هرميتها وتماسكها ووحدتها وقيادتها». وختمت: «من هنا تبرز الضرورة القصوى للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة الضرورات القصوى والأمن القومي، وببند واحد هو التمديد للقائد، لأنّ الجيش هو الضمان لمنع الفوضى في مرحلة خطيرة وشغور رئاسي متمادٍ».
وفي ظل التردي على كل المستويات نقل راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله عن البابا فرنسيس قوله: «إنتخبوا رئيساً لأزور لبنان»، في رسالة غير مباشرة للمسؤولين اللبنانيين.
وأشار المطران خيرالله الى أنه خلال أعمال السينودوس التي استمرت شهراً كاملاً، لاحظ أنّ الحبر الأعظم يولي مع مساعديه في الدوائر الفاتيكانية عملية السلام في المنطقة عموماً، ولا سيما لبنان، «أهمية كبرى».