الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: المراوغة الإسرائيلية مستمرة ولبنان الرسمي يتحرّك … وهدية سعودية منتظرة للعهد الجديد
الانباء

الأنباء: المراوغة الإسرائيلية مستمرة ولبنان الرسمي يتحرّك … وهدية سعودية منتظرة للعهد الجديد

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: بعد اجتماع الحكومة الأول وانطلاق عمل لجنة البيان الوزاري لإقراره نهاية هذا الأسبوع، ومن ثم عرضه على مجلس النواب لطلب الثقة، يمكن القول أن عجلة العهد الجديد انطلقت وقد تجلّى ذلك في تصريحات كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، وذلك في مقاربة للأزمات التي يتخبط بها لبنان بذهنية مختلفة هذه المرة، ما قد يساعد على حلّها، وإيجاد المخارج اللازمة لها.

وفي سياق المبادرات الإيجابية التي تشي بأن الأمور بدأت تتطور الى الأفضل، أُعلن أمس عن إزالة الدشم والسواتر والمعوقات من محيط مجلس النواب والشوارع المؤدية الى ساحة النجمة. والتي رُفعت منذ 5 سنوات مع انطلاق ثورة 17 تشرين 2019.

هدية سعودية للبنانيين

ومع الإيجابية الكبيرة التي أوجدها انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام ونوعية الوزراء وكفاءتهم، ورغم عدم ترحيب المملكة العربية السعودية بتشكيل الحكومة لغاية اليوم، إلا أن مصدراً رفيعاً أبلغ جريدة الأنباء الالكترونية أن المسؤولين في المملكة ينتظرون الانتهاء من وضع البيان الوزاري للحكومة الجديدة لكي يبنوا على الشيء مقتضاه، لكنه أوضح أن المملكة تحضّر مفاجأة وهدية كبيرة للرئيس عون عندما يزور الرياض تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي سوف تغتنم فرصة وجوده هناك لكي تصدر قرارها الذي طال انتظاره، وهو رفع الحظر المفروض على السعوديين لزيارة لبنان، متوقعاً أن يؤدي ذلك إلى قيام ما يقارب بـ 500 ألف إلى 600 ألف سعودي بزيارة لبنان خلال العام الحالي.

مصير وقف إطلاق النار

في هذه الأثناء، عاد العدو الإسرائيلي الى المراوغة من جديد، في ظل تسريبات للإعلام العبري حول حصول تل أبيب على إذن من واشنطن بالبقاء في لبنان لفترة بعد انتهاء مهلة ١٨ شباط.

وفي السياق ربطت مصادر أمنية تهديدات المسؤولين الاسرائيلين باستمرار الحرب على غزة والبقاء في جنوب لبنان بالقرارات المفاجئة التي صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لجهة مطالبته بترحيل الفلسطينيين من غزة الى مصر والاردن، والتي قد تشجع على بقاء الجيش الاسرائيلي قي جنوب لبنان وتعيق تنفيذ الهدنة في قطاع غزة.

المصادر اعتبرت أن مَن ينظر الى الغطرسة الاسرائيلية المتزايدة والتهويل بالعودة الى القتال في غزة، لا يستغرب أن تعبث إسرائيل بكل التزاماتها تجاه لبنان. والمتمثلة بتطبيق بنود وقف إطلاق النار، لا سيما الانسحاب في المواعيد المحددة.

فبعد التمديد الأول من 26 كانون الثاني إلى 18 شباط الحالي بقرار أحادي، ومباركة أميركا التي ترأس لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار المؤلفة من فرنسا ولبنان واسرائيل والأمم المتحدة. وإذ يسعى العدو الاسرائيلي الى تمديد فترة تنفيذ وقف إطلاق النار وبقاء قواته في لبنان، دون تحديد فترة زمنية، متذرعاً بأسباب مختلفة هي نفسها التي دفعته الى التمديد الاول رغم رفض لبنان القاطع لهذا الاقتراح متعهداً العمل على تطبيق القرار 1701. لا تنفك إسرائيل عن اتهام لبنان بعدم تطبيقه لناحية انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني.

نفي رسمي لبناني

وفي ظل تصاعد الحديث عن تمديد وقف إطلاق النار الى ما بعد عيد الفطر، أجرى رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة اتصالات مكثفة مع الدول المعنية بالوضع في جنوب لبنان، وذلك للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان.

وكان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أصدر بياناً نفى فيه ما نقلته بعض وسائل الاعلام عن موافقة لبنان على التمديد لبقاء اسرائيل في جنوب لبنان. ورأت أن هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً وان لبنان متمسك بانسحاب اسرائيل في 18 الجاري. وكذلك صدر بيان نفي عن الرئيس نبيه بري.

تحدي الحدود السورية

المصادر رأت أن حزب الله أمام اختبار آخر في ظل زيادة الضغوط المتعددة من الجنوب الى الحدود السورية، واستمرار الغارات الاسرائيلية على الجنوب والبقاع الواقعة خارج نطاق الليطاني التي يشملها بنود وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل.

وهو ما لفت اليه النائب السابق نزيه نجم في حديثه لجريدة الأنباء الالكترونية، معتبراً ان بقاء إسرائيل في الجنوب سيؤدي الى اجهاض عملية السلام ويؤخر تطبيق وقف اطلاق النار، وانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، ومصادرة السلاح.

وأمل نجم أن تتمكن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس من الضغط على اسرائيل من أجل استكمال انسحابها من الجنوب، لأن استمرار الاحتلال في الجنوب برأي نجم لا يخدم مسيرة العهد وانطلاقته.

من جهة ثانية، أبدى نجم ثقته بالرئيس جوزاف عون ووصفه بالرجل المحترم والناجح جداً. ورأى ان وجوده في رئاسة الجمهورية يبعث على الأمل بتعافي لبنان من أزماته.

وعن رأيه بالحكومة الجديدة، دعا نجم الى ترجمة الأقوال بالأفعال، واصفاً خيار الرئيس وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط بترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وترشيح نواف سلام لرئاسة الحكومة بأنه “ضربة معلم”، مذكّراً بأن الجنرال جوزاف عون تولى قيادة الجيش في أصعب الظروف، وتمكن من إدارة المؤسسة العسكرية بوعي وحكمة، وخصوصاً أثناء الأزمة المالية والاقتصادية.

ذكرى استشهاد الحريري

من جهة أخرى، تستمر التحضيرات لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء. وبعد عودته الى لبنان للمشاركة بالذكرى العشرين لاستشهاد والده، استهل الرئيس سعد الحريري نشاطه السياسي بزيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيسي الحكومة نواف سلام والمجلس النيابي نبيه بري، كما الرئيس نجيب ميقاتي. وتزامناً، أعلن النائب السابق نزيه نجم ان إقامة الحريري في لبنان قد تدوم لأيام معدودة. وأن أبرز ما قد يعلنه في ذكرى 14 شباط هو عودة تيار المستقبل الى العمل السياسي.

العلاقات اللبنانية – السوري

على صعيد آخر، وفي تطور لافت على مستوى العلاقات السورية اللبنانية، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد شيباني ان الادارة السورية الجديدة تحترم لبنان كدولة جارة وستكون الى جانبه متى أراد. واضاف ان لا أحد يريد التدخل بشؤون البلد الآخر، مؤكدا ان الحكومة السورية القادمة سوف تشكَّل في اذار المقبل وستمثل تنوع الشعب السوري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *